أثر بعض العوامل الطبيعية والبشرية على الزراعة بمنطقة أسلنطة

الملخص

تعتبر الزراعة إحدى الدعائم الأساسية للنشاط الاقتصادي الوطني فهي المصدر الوحيد لتمويل الإنسان بكثير من السلع التي أساس ( غذاء ومعيشة ) ولها الدور في تنمية النشاط الاقتصادي بوجه عام "¹".

وإن الزراعة في أول وأبسط أشكالها البدائية ظهرت كنشاط بشري في أكثر من إقليم من أقاليم العالم خلال فترات زمنية متلازمة ومتتالية دون انتشارها كشكل حضاري من إقليم بعينه إلى أقاليم أخرى ومن أهم مقومات الزراعة خصائص البيئة الطبيعية وخاصة ما يتعلق بعناصر المناخ وسمات التربات السائدة وملامح الحياة النباتية الطبيعية حيث، تعتبر الزراعة في الوطن العربي من أقدم الحرف التي عرفها الإنسان في العالم العربي وخاصة في وادي النيل الاردنيودلتاه وفي سهوله الدجلة والفرات حيث قامت أقدم الحضارات الإنسانية في التاريخ والتي اعتمدت أساسًا على الزراعة لتواجد مقوماتها وخاصة التربة في الخصبة والمياه الوفيرة والمناخ الملائم وتبلغ مساحة الأرض الزراعية في العالم العربي حوالي 50 مليون هكتار وهو ما يوازي 4.52% من جملة مساحة العالم العربي البالغة 106 مليون هكتار تقريبًا و كذلك لقطاع الزراعة أهمية في حياة المجتمع العربي الليبي والاقتصاد الوطني إذ يمثل مصدر أساسي لغذاء السكان ومجالا من مجالات استخدام القوى العاملة ولكن صعوبة ظروف البيئة الطبيعية المتمثلة في قسوة المناخ وشح المر أرد المائية - تعد أهم مشكلة تعرقل ممارسة النشاط الزراعي بالإضافة إلى محدودية حجم الأرض القابلة للزراعة ونوعية التربة فالمناخ والطبوغرافية يكونان بيئة قاسية لعماليات الإنتاج الزراعي انطلاقا من أن 89% من مساحة البلاد هي أرض صحراوية الأمر الذي لا يترك سوى نسبة أقل من توصف بالضئيلة كأرض صالحة للزراعة المتمثلة في منطقة الشريط الساحلي فقد أدت عمليات التوسع الزراعي واستصلاح الأراضي إلى زيادة الرقعة الزراعية فبينما كانت مساحة الأرض القابلة للزراعة في سنة 1974 حوالي 1.8 مليون هكتار بعلي و250 - 282 هكتار مرويًا وصلت في سنة 1984 إلى 2.6 مليون هكتار مرويًا.

أن المساحة القابلة للزراعة قد زادة بنسبة 39.6% وقد نتجت هذه الزيادة من عمليات استصلاح الأراضي بإزالة الأحجار والأحراش والغابات وتسوية الأراض في المناطق التي يكون سطحها غير مستوي.

أما مناطق الجبل الأخضر فتعتبر مناطق زراعة أشجار الفاكهة ومحاصيل الحبوب فالزراعة هنا في غالبها تأخذ طابعًا بعليًا.

حيث تحرث الأرض وتبذر قبل سقوط الأمطار وأهم المحاصيل التي تزرع بعلية هي القمح والشعير ويعتمد نجاح الإنتاج على كمية معدل الأمطار ومدى انتظام سقوطه خلال فترة نمو المحاصيل.

أما بالنسبة لمنطقة الدراسة فقد اعتمدنا على طريق الأسلوب الحقلي لدراسة النشاط الزراعي المنطقة اسلنطة والعوامل الجغرافية المؤثرة على هذا النشاط، حيث تم جمع البيانات بواسطة استبيان إضافة إلى مجموعة من الزيارات الميدانية للمنطقة والجهات الرسمية ذات العلاقة واشتملت الدراسة على مقدمة وأربعة فصول حيث يتضمن الفصل الأول الجانب النظري للدراسة حيث ناقش طبيعة الدراسة ومشكلة الدراسة والفروض والتساؤلات وأهداف الدراسة وأهمية الدراسة إضافة إلى منهجية الدراسة المعتمدة في الدراسة وتناول الفصل الفصل الثاني تحديد موقع منطقة الدراسة والعوامل الطبيعية ثم لمحة لمظاهر السطح والتربة للمنطقة وكذلك الأحوال المناجية السائدة في المنطقة والتعرف على الموارد المائية وكذلك الغطاء النباتي وعلاقتها بالزراعة في المنطقة أما الفصل الثالث فهو خصص للوصول إلى نتائج عملية دقيقة وبالتالي وضع مقترحات وحلول لها أما الفصل الرابع فيعرض مشاكل التي تواجه المزارعين وتضمن بداخله النتائج التي وصل إليها فريق الدراسة ثم الوصيات والمقترحات التي يرى الباحثون بأنها يمكن أن تساهم في تطور الواقع الحالي للمنطقة وتنميتها كما تضمن خاتمة وقائمة المراجع والمصادر والملاحق.