الصلة بين المنهج الفلسفي والبحث العلمي

الملخص

          يعد العلم ظاهرة حضارية، وقد بذل العلماء في تخصصاتهم المتنوعة جهودا كلبرة لإتمام هذه الظاهرة والإستفادة منها في الحياة العلمية والعملية حتـى أصبح العلم يساهم مساهمة فاعلة في البناء المعرفي للإنسان وتكوين تفكيره، وتغيير واقعه، وصار تاريخ العلم هو تاريخ العلم الإنساني والتفاعل بينه وبين الخبرات التجريبية أو معطيات الحواس. ، فالصلة وثيقة بين الفلسفة والعلم حيث تؤكد على حتمية وجود رابط وثيق بـين العلـم والفلسفة، ويمكننا أن نفهم هذا الاهتمام بالجانب الفلسفي للعلم من قبل ذوي العقول الخلاقة والواسعة الخيال إذا تذكرنا أن التغيرات الأساسية في العلم كانـت دائمـا مقترنة بمزيد من التعمق في الأسس الفلسفية. ويتضح من كل هذه الاعتبارات أن كل من ينشد فهما مقبولاً لعلوم القرن العشرين أن يكون ملماً بقدر كبير من الفكر الفلسفي. ومن هنا فإن دراسة تاريخ العلم والفكر الفلـسفي ضـرورية للبحـث العلمـي والفلسفي، وتكشف حتماً عن كثير من الصلات بينهما حد التلاحم من حيث أنهما يبحثان معاً عن الحقيقة، ولهذا فإن فلسفة العلم أصبحت لا تنفـصل عـن الأبعاد التاريخية لظاهرة العلم، فغدت شديدة العناية بتاريخ العلم.

إن المنهج الفلسفي يقدم الأسس النظرية التي يعتمد عليها البحث العلمي ويساعد الفلاسفة في استكشاف مفاهيم مثل الحقيقة، المعرفة، والوجود، مما يوجه العلماء في صياغة فرضياتهم. كما أن الفلسفة تحفز على طرح أسئلة عميقة تتعلق بالموضوعات التي يُبحث فيها. هذه الأسئلة تقود إلى استكشافات علمية جديدة وتوسيع نطاق البحث.و يُعزز المنهج الفلسفي من التفكير النقدي، مما يساعد الباحثين في تقييم الأدلة وتفسير النتائج بشكل أفضل. هذا التحليل ضروري لضمان موثوقية النتائج. و الفلسفة تلعب دورًا في تطوير العديد من النظريات العلمية التي تستند إلى مبادئ فلسفية، مما يعزز من فهمنا للظواهر الطبيعية.كما أن هناك تفاعل مستمر بين الفلسفة والبحث العلمي. والفلاسفة يستلهمون من الاكتشافات العلمية، بينما تساعد الفلسفة في توجيه البحث العلمي نحو أسئلة جديدة و المنهج الفلسفي والبحث العلمي مرتبطان بشكل وثيق، حيث يساهم كل منهما في تعزيز الآخر. الفلسفة توفر إطارًا نظريًا يساعد في فهم وتفسير البيانات العلمية، بينما يقدم البحث العلمي الفلسفة بمادة للتحليل والنقد، وهكذا فإن الفلسفة ومناهجها العلمية التي خلقتها عبر تاريخها الطويل كانت أساس فتح أفاق العلم بالمعرفة العلمية وبذا انشطرت المعرفة حتى أصبح العلم نفسه ينتج فلسفة.